السابق Reverend Munther Isaac’s Christmas sermon: Stop the Genocide Now
رابط المقال: https://milhilard.org/n79k
عدد القراءات: 943
تاريخ النشر: ديسمبر 27, 2023 12:18 ص
القسيس منذر اسحق في كنيسة بيت لحم اللوثرية والطفل يسوع بين الدمار
رابط المقال: https://milhilard.org/n79k
“مترجم من الانجليزية” (ممكن قراءة الاصل هنا)
نحن غاضبون……..نحن مكسورون..
كان ينبغي أن يكون هذا وقت الفرح؛ بدلا من ذلك، نحن في حدادٍ. نحن خائفون. 20.000 قُتِلوا. ولا يزال الآلاف تحت الأنقاض. قُتل ما يقرب من 9000 طفل بأكثر الطرق وحشية. يوما بعد يوم بعد يوم. 1.9 مليون مُهجَر! وتم تدمير مئات الآلاف من المنازل. غزة كما نعرفها لم تعد موجودة. هذه إبادة. إبادة جماعية.
العالم يراقب. الكنائس تراقب. ويرسل سكان غزة صورًا حية لإعدامهم. ربما يهتم العالم؟ ولكن الابادة مستمرة…
ونحن نتساءل: هل يمكن أن يكون هذا هو مصيرنا في بيت لحم؟ في رام الله؟ في جنين؟ هل هذا هو مصيرنا أيضاً؟
نحن معذبون عبر صمت العالم. واصطف الزعماء الاحرار واحدا تلو الآخر لإعطاء الضوء الأخضر لهذه الإبادة الجماعية ضد سكان اسرى. قدموا الغطاء. لم يتأكدوا فقط من دفع الفاتورة مقدمًا، بل قاموا بحجب الحقيقة والسياق، توفيرا للغطاء السياسي. وأُضيفت طبقة أخرى: الغطاء اللاهوتي مع دخول الكنيسة الغربية إلى دائرة الضوء.
علمتنا كنيسة جنوب أفريقيا مفهوم “لاهوت الدولة”، الذي يُعرَف بأنه “التبرير اللاهوتي للوضع الراهن بعنصريته ورأسماليته وشموليته”. والدولة تفعل ذلك عن طريق إساءة استخدام المفاهيم اللاهوتية والنصوص الكتابية لأغراضها السياسية الخاصة.
هنا في فلسطين، يتم استخدام الكتاب المقدس كسلاح ضدنا. نصنا المقدس. في مصطلحاتنا في فلسطين، نتحدث عن الإمبراطورية. نحن هنا نواجه لاهوت الإمبراطورية. قناع للاستعلاء والهيمنة و”الاصطفائية” والشعور بالاستحقاق. يتم إعطاؤه أحيانًا غطاءا لطيفًا باستخدام كلمات مثل الإرسالية والكرازة، وتحقيق النبوءة، ونشر الحرية. يصبح لاهوت الإمبراطورية أداة قوية لإخفاء القمع تحت عباءة القبول الإلهي. إنه يقسم الناس إلى “نحن” و”هم”. إنه ينزع الانسانية ويُشيطن. إنه يتحدث عن أرض بلا شعب حتى عندما يعلمون أن الأرض بها شعب – وليس مجرد أي شعب. إنه يدعو إلى افراغ غزة، كما وصف التطهير العرقي عام 1948 بـ«المعجزة الإلهية». إنه يدعونا نحن الفلسطينيين إلى الذهاب إلى مصر، وربما الأردن، أو لماذا لا يقتصر الامر على القاءنا فى البحر؟
“يا رب، أتريد أن نأمر النار لتنزل من السماء فتأكلهم؟” هكذا تحدثوا عنا. هذا هو لاهوت الإمبراطورية.
لقد أكدت لنا هذه الحرب أن العالم لا ينظر إلينا على قدم المساواة. ربما السبب لون بشرتنا. ربما لأننا على الجانب الخطأ من المعادلة السياسية. وحتى قرابتنا في المسيح لم تحمينا. وكما قالوا، إذا كان الأمر يتطلب قتل 100 فلسطيني للحصول على “مسلح واحد من حماس” فليكن! نحن لسنا بشر في عيونهم. (ولكن في نظر الله… لا أحد يستطيع أن يقول لنا أننا لسنا كذلك!)
إن نفاق وعنصرية العالم الغربي واضحة ومروعة! إنهم يأخذون دائمًا كلام الفلسطينيين بعين الشك والتصحيح. لا، لا نعامل على قدم المساواة. ومع ذلك، فإن الجانب الآخر، على الرغم من سجله الواضح من المعلومات المضللة، يُعتَبر دائمًا معصومًا من الخطأ!.
إلى أصدقائنا الأوروبيين. لا أريد أبدًا أن أسمعكم تحاضرونا عن حقوق الإنسان أو القانون الدولي مرة أخرى. نحن لسنا بيضًا – فهذا لا ينطبق علينا وفقًا لمنطقكم الخاص.
في هذه الحرب، حرص العديد من المسيحيين في العالم الغربي على التأكد من أن الإمبراطورية لديها اللاهوت المطلوب. قيل لنا إنه دفاع عن النفس! (وأنا أسأل كيف؟)
وفي ظل الإمبراطورية، حولوا المُستعمِر إلى ضحية، والمُستعمَر إلى معتدٍ. هل نسينا أن الدولة بنيت على أنقاض مدن وقرى هؤلاء الغزيين أنفسهم؟
نحن غاضبون من تواطؤ الكنيسة. وليكن واضحا: الصمت تواطؤ، والدعوات الفارغة للسلام دون وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال، والكلمات الضحلة من التعاطف دون عمل مباشر – كلها تقع تحت شعار التواطؤ. وهذه هي رسالتي: لقد أصبحت غزة اليوم البوصلة الأخلاقية للعالم. كانت غزة جحيما على الأرض قبل السابع من أكتوبر.
إذا لم تشعر بالفزع مما يحدث؛ إذا لم تهتز فى أعماقك، فهناك خطأ ما في إنسانيتك. إذا لم نغضب، كمسيحيين، من هذه الإبادة الجماعية، ومن استخدام الكتاب المقدس كسلاح لتبريرها، فهناك خطأ ما في شهادتنا المسيحية، والمساس بمصداقية الإنجيل!
إذا فشلت في تسمية هذا بالإبادة الجماعية. انت مذنب. إنها خطيئة وظلمة تتبناها عن طيب خاطر.
والبعض لم يطالب حتى بوقف إطلاق النار..
أشعر بالأسف من أجلك. اما نحن فسنكون بخير. وعلى الرغم من الضربة الهائلة التي تعرضنا لها، فإننا سوف نتعافى. سوف ننهض ونقف مرة أخرى من وسط الدمار، كما فعلنا دائمًا كفلسطينيين، على الرغم من أن هذه هي أكبر ضربة تلقيناها منذ وقت طويل.
لكن مرة أخرى، بالنسبة لأولئك المتواطئين، أشعر بالأسف من أجلكم. هل ستتعافوا من هذا؟
إن اعمالكم الخيرية وكلماتكم المعبرة عن الصدمة بعد الإبادة الجماعية لن تحدث فرقا
. كلمات الأسف لن تكون كافية. لن نقبل اعتذاركم بعد الإبادة الجماعية. ما تم إنجازه، تم إنجازه. أريدكم أن تنظروا إلى المرآة… وتسألوا: الى اى جانب وقفنا؟
إلى أصدقائنا الموجودين معنا هنا: لقد تركتم عائلاتكم وكنائسكم لتكونوا معنا. أنتوا تجسدوا مفهوم الرفاقية – التضامن الثمين. «كنا في السجن فزرتونا». يا له من فرق صارخ عن صمت الآخرين وتواطؤهم. وجودكم هنا هو معنى التضامن. لقد تركت زيارتكم بالفعل انطباعًا لن ننساه ابدا. لقد كلمنا الله من خلالكم قائلاً: “إننا لسنا متروكين”. وكما قال الأب رامي، أسقف الكنيسة الكاثوليكية، هذا الصباح، لقد أتيتم إلى بيت لحم، ومثل المجوس قدمتم هدايا، ولكن هدايا أغلى من الذهب واللبان والمر. لقد جلبتم هدية الحب والتضامن.
لقد كنا بحاجة لهذا. في هذا الموسم، ربما أكثر من أي شيء آخر، كنا منزعجين من صمت الله. في هذين الشهرين الأخيرين، أصبحت مزامير الرثاء رفيقًا ثمينًا. صرخنا: إلهي إلهي، لماذا تركت غزة؟ لماذا تحجب وجهك عن غزة؟
في آلامنا وحزننا ورثائنا، بحثنا عن الله، فوجدناه تحت الأنقاض في غزة. لقد أصبح يسوع ضحية لنفس عنف الإمبراطورية. لقد تعرض للتعذيب. صُلِب. لقد نزف بينما شاهد الآخرون. قُتل وصرخ من الألم: إلهي أين أنت؟
وفي غزة اليوم، الله تحت الركام.
وفي موسم عيد الميلاد هذا، بينما نبحث عن يسوع، لن نجده بجانب روما، بل على الجانب الاخر من الجدار. في كهف، مع عائلة بسيطة. هَش. بالكاد ينجو بأعجوبة من مذبحة. بين عائلة لاجئة. هذا هو المكان الذي وجد فيه يسوع.
لو ولد يسوع اليوم، لكان قد ولد تحت الركام في غزة.
عندما نمجد الكبرياء والغنى، يكون يسوع تحت الركام…
عندما نعتمد على القوة والجبروت والسلاح، يكون يسوع تحت الركام…
عندما نبرر ونفسر ونضع نظريات لاهوتية عن قصف الأطفال، يكون يسوع تحت الركام…
يسوع تحت الركام. هذا هو مزوده. إنه في وطنه مع المهمشين والمعذبين والمضطهدين والنازحين. هذا هو مزوده.
لقد كنت أبحث وأتأمل في هذه الصورة الرمزية. الله معنا، بهذه الطريقة تحديدًا. هذا هو التجسد. فوضوي. دموي. وفى صورة الفقر.
هذا الطفل هو أملنا وإلهامنا. ننظر إليه ونراه في كل طفل يُقتل ويُنتشل من تحت الركام. وبينما يستمر العالم في رفض أطفال غزة، يقول يسوع: «كما فعلتم بأحد من إخوتي وأخواتي الأصاغر، فبي فعلتم». “لقد فعلتم بي.” فيسوع لا يدعوهم فقط خاصته، بل يتحد معهم.
ننظر إلى العائلة المقدسة فنراها في كل عائلة مُهجَرة ومتشردة، أصبحت الآن بلا مأوى في حالة من اليأس. وبينما يناقش العالم مصير أهل غزة وكأنهم صناديق غير مرغوب فيها في مرآب، فإن الله في رواية عيد الميلاد يشاركهم مصيرهم؛ يمشي معهم ويدعوهم خاصته.
هذا المذود يدور حول الصمود. صمود يسوع في وداعته وضعفه وهشاشته. عظمة التجسد تكمن في تضامنه مع المهمشين. الصمود لأن هذا الطفل نفسه، نهض من وسط الألم والدمار والظلام والموت لتحدي الإمبراطوريات؛ لقول الحقيقة للسلطة، وتحقيق النصر الأبدي على الموت والظلام.
هذا هو عيد الميلاد اليوم في فلسطين وهذه هي رسالة عيد الميلاد. الأمر لا يتعلق بسانتا، والأشجار، والهدايا، والأضواء… إلخ.
يا إلهي كيف قمنا بتحريف معنى عيد الميلاد. كيف قمنا بتسليع عيد الميلاد. لقد كنت في الولايات المتحدة الشهر الماضي، أول يوم اثنين بعد عيد الشكر، وأذهلتني كمية زينة وأضواء عيد الميلاد، وكل تلك السلع التجارية. لم أستطع إلا أن أفكر: إنهم يرسلون لنا القنابل، وهم يحتفلون بعيد الميلاد في أرضهم، يتغنون برئيس السلام في أرضهم، و يقرعون طبول الحرب في أرضنا.
عيد الميلاد في بيت لحم، مسقط رأس يسوع، هو هذا المذود. هذه هي رسالتنا للعالم اليوم. إنها رسالة إنجيلية، رسالة ميلادية فريدة وحقيقية، عن الله الذي لم يصمت، بل قال كلمته، وكلمته هي يسوع. ولد بين المُحتَلين والمهمشين. إنه يتضامن معنا في آلامنا وانكساراتنا.
هذا المذود هو رسالتنا إلى العالم اليوم – وهي ببساطة: هذه الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف الآن. دعونا نكرر للعالم: أوقفوا هذه الإبادة الجماعية الآن.
هذه هي دعوتنا. هذا هو نداءنا. هذه هي صلاتنا. لتستمع الينا يا الله. امين.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.