السابق وليد نمور ينقل الشغف لخدمة شعبه من “المطلع” لمؤسسة “التعاون”
رابط المقال: https://milhilard.org/tkik
عدد القراءات: 406
تاريخ النشر: يناير 5, 2022 8:49 ص
مدرسةترسانطا في الرامة
رابط المقال: https://milhilard.org/tkik
بقلم: داود كُتاب- المغطس
توقع مدراء المدارس المسيحية في المدن والقرى العربية والمختلطة في إسرائيل حدوث انفراج لوضعها المالي الصعب بعد إعلان النائب الدكتور منصور عباس رئيس القائمة الموحدة (الحركة الإسلامية) في الكنيست ببيان يوم 30.12.2021 قبيل نهاية العام 2021 بانتزاع منحة بمبلغ أربعين مليون شيكل للمدارس الاهلية العربية في البلاد.
وقال الأب عبد المسيح فهيم، الأمين العام للمدارس الكنسية للمغطس أنه يرحّب بحذر بإعلان منصور عباس والاخرين. “نحن تعودنا على الوعود لذلك سننتظر التطبيق الفعلي.” وقال الأب عبد المسيح أن موضوع المساعدات “حق للمواطنين وليس منّة من الدولة.”
ويقول خبراء إداريين في المدارس المسيحية أنه في حال تنفيذ الاتفاق سيتوفر لكل مدرسة أهلية ما يقارب 800 شيكل عن كل طالب مسجل لديها من ميزانية وزارة المالية.
استغراب حول التكتيك
وقد أثار البيان الصادر عن منصور استغراب المواطنين العرب وعبّر الكثيرون على منصات التواصل الاجتماعي عن عدم تصديقهم للبيان. والسبب انه قبلها بعدة أيام، وتحديدًا يوم الثلاثاء 28.12.2021، خرج النائب منصور عباس وزميلته في الائتلاف الحكومي عن حزب ميرتس غيداء ريناوي- زعبي من القاعة التي التأمت بها لجنة المالية في الكنيست في وقت التصويت على اقتراح تقديم هذه المنحة للمدارس الاهلية، وهكذا لم تتوفر الأغلبية لمرور الاقتراح.
فماذا حصل خلال يومين ما بين الثلاثاء 28.12 وبين يوم 30.12؟
يبدو أن التحرك كان تكتيكيا لإجبار الحكومة على وضع الميزانيات الخاصة بالمدارس الاهلية العربية ضمن الميزانية العامة وليس منحة خاصة ولمرة واحدة.
ومن المعروف أن النظام المالي في إسرائيل يسمح بصرف أموال للمدارس من خلال ثلاث طرق اما من الميزانية الرسمية أو من صندوق طوارئ تحت سيطرة وزارة المالية أو من خلال المخصصات الائتلافية. ويرى المتابعون أن انسحاب منصور التكتيكي لم يجلب نتيجة فورية مما اضطر منصور الذي جوبه بانتقاد لترك القاعة والتي توفر خلاله غالبية بدعم من القائمة المشتركة بأن يوافق على صرف الـ 40 مليون شيكل من ضمن الميزانية المقررة للوسط العربي.
أنواع المدارس الدينية
بداية الموضوع في مخصصات تستلمها المدارس المصنفة “معترف بها وغير رسمية”. وهذه المدارس هي ابتدائية (الصفوف الأول للثامن) وهي ليست حكومية وإنما هي تتبع لشبكات مختلفة وتجبي الأقساط من الطلاب وتستلم مخصصات جزئية فقط من الحكومة. هذه المدارس تشمل المدارس الأهلية الكنيسة ومدارس عربية تتبع لجمعيات خاصة او مدارس إسلامية، إضافة لمدارس لبعض مدارس اليهود المتزمتين. إن عدد الطلاب في هذه الشبكات هو 78 ألف طالب ومن بينهم 14 ألف طالب ابتدائي في المدارس الكنسية وقد تميزت المدارس الاهلية الكنسية اكاديميًا على صعيد الدولة ككل على الرغم من شح الميزانيات.
وكانت وزارة المعارف الإسرائيلية قد توقفت عن دفع مخصصات تسمى “مخصصات مؤشر التحفيز والتحسين” في آب 2020 نظرًا لعدم تمرير الميزانية العامة في الدولة في حكومات نتنياهو السابقة.
قيمة هذه المخصصات التي خصمت لكل المدارس من فئة “المعترف بها غير الرسمية” هو 84 مليون شيكل بالسنة.
وكعادتها كل عام، تقوم لجنة المالية في الكنيست بالتصويت والتصديق على تحويلات مالية مختلفة في نهاية كل عام ميلادي فوق ما هو موجود في الميزانية. فمن هنا قدمت وزارة التعليم طلبًا لوزارة المالية لإقرار تحويل مبلغ إضافي فوق الميزانية المعتمدة من ملياري شيكل لفعاليات وبرامج إضافية في المدارس.
واستغلت المعارضة الفرصة فطالب نواب القائمة المشتركة المحامي اسامة سعدي والدكتور احمد الطيبي إضافة لنواب من اليمين المعارض للحكومة أن يشترط إقرار الدفعة الإضافية لوزارة التعليم بإضافة مبلغ 84 مليون شيكل للمدارس المعترف بها غير الرسمية” التي تم خصمها. وفي الجلسة المذكورة قال النائب منصور عباس انه يرى انه يتوجب ان المبالغ المشار إليها للمدارس الأهلية يجب أن توضع في صلب الميزانية وليس عن طريق قرار من لجنة المالية في الكنيست. وعند وقت التصويت خرج عباس وزعبي من القاعة فسقط الاقتراح.
هجوم من قبل الطيبي قبل معرفة هدف التكتيك
وأصدر النائب الدكتور احمد الطيبي من القائمة المشتركة بيانًا حادًا ضد عباس والزعبي بنفس اليوم قال فيه: هؤلاء الطلاب ينتظرون هم ومدارسهم هذه الميزانية أسوةً بسائر المدارس التي تم تحويل الميزانيات إليها”.
وفي التصويت الاول صوت الائتلاف ومن ضمنه منصور عباس مع الحكومة وضد المدارس الاهلية عملياً ….. ولو صوتوا هؤلاء النواب لرجّحوا الكفة وساعدوا هذه المدارس وطلابها.
أما النائب عوفير كاسيف من المشاركة فكتب نقدًا لاذعًا ضد القائمة الموحدة و ميرتس على التويتر إذ قال: “من الصعب وصف الأمر بالكلمات: اليوم وفي لجنة المالية يصوّت منصور عباس ضد تقديم ميزانية للمدارس المعترف بها غير الرسمية وبضمنها مدارس الحركة الإسلامية نفسها.
وفي التصويت المعاد- هرب ممثلو ميرتس والموحدة وعادوا فقط بعد انتهائها.
النتيجة: 5-6 ضد التمويل. منعت ميرتس والموحدة بنفسهم التمويل للمؤسسات التعليمية العربية التي تم تنشيفها أصلا.”
وكتب الدكتور عزمي حكيم وهو رئيس سابق للمجلس الملي الأرثوذكسي على صفحته على الفيسبوك رسالة ساخرة للنائب غيداء زعبي التي درست في مدرسة أهلية بنفسها ومثلها أبنائها كتب بها بالعامية:
“…البارحة حين قرأت عن هروبك من جلسة لجنة المالية للتصويت على الدعم المالي الذي تحتاجه المدارس الأهلية ( غير الرسمية) للحقيقة تفاجئت وقلت في نفسي ماذا ستقول السيدة غيداء لأبنائها الذين تعلموا وتخرجوا من هذه المدارس ؟ ماذا ستقولين لآلاف الطلاب الذين يتعلمون في هذه المدارس؟ كيف تنظرين في عيون الطواقم التعليمية الذين علموكي اذا التقيتي بهم وانت تعلمتي في هذه المدارس؟”
وأثارت مدونة الدكتور عزمي حكيم ردود فعل غاضبة للغاية ضد النائب غيداء زعبي.
ولكن يبدو أنه كانت للقائمة الموحدة ولميرتس خطط أخرى فقاموا بلقاءات مكثفة مع الوزير في وزارة المالية حمد عمار في محاولة إدراج المبلغ في صلب الميزانية ولكن ذلك لم يفلح. فاتخذت القائمة الموحدة قرارها بتحويل أربعين مليون شيكل من الميزانية المخصصة للوسط العربي (خطة 923).
وسيحول المبلغ للمدارس الاهلية العربية كلها والتي تشمل المدارس الكنسية ولكن ليس لباقي المدارس اليهودية من ذات التصنيف. وهكذا يكون المبلغ المخصص لكل مدرسة أهلية عربية بحسب هذا الوعد بتحويل المبالغ هو نفسه الذي كان سيتحوّل لو تم إقرار الاقتراح لكافة المدارس.
وكان المبلغ المشار إليه قد تقرر ضمن المفاوضات الماراثونية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية بمشاركة حزب ميرتس والحركة الإسلامية بقيادة منصور.
وعلمت “المغطس” أن النائبتان الخطيب من الحركة الإسلامية وغيداء زعبي من محركة ميرتس تلعبان دوراً مهما في ضمان وصول المساعدات للمدارس الخاصة علما أن أبناء النائبتان درسا في مدرسة أهلية مسيحية في الناصرة.
وعلمت “المغطس” من مصدر مطلع ان المبلغ المقترح يعتبر جزء من مساعدات أكثر جدية لرفع مكانة التعليم في الوسط العربي في إسرائيل.
وقال المصدر أنها ستكون جزء من خطة كبيرة تصل ميزانيتها للمدارس الاهلية ستكون مخصصة ضمن الميزانية العامة للوسط العربي، علما أن الحكومة الإسرائيلية التزمت عام 2016 لتخصيص عشرة مليار شيكل للوسط العربي ولكنها نكثت هذا الالتزام في حين تدور النقاشات في الأوساط المختصة بالميزانيات العامة أنه سيتم تخصيص 10,3 مليار شيكل للوسط العربي في الميزانية القادمة.
وقد شكل النقاش المتواصل بين المدارس الاهلية والنواب العرب في الكنيست تساؤلات حول فكرة الضغط على مساواة بين المدارس الاهلية المسيحية وبين شبكات المدارس الدينية اليهودية والتي تحصل على تمويل كامل من الحكومة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.