السابق California court put a stop the Catholic Church’s delay in the Seryani vs. Holy See
رابط المقال: https://milhilard.org/59yv
عدد القراءات: 642
تاريخ النشر: ديسمبر 15, 2023 9:15 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/59yv
داود كُتّاب- ناشر موقع ملح الأرض
من المرحب به أن يقوم مجموعة من المكون المسيحي في الأردن بمبادرة عربية تهدف إلى دعم الأشقاء في فلسطين والمساهمة في رفع الوعي الجماعي حول دور المسيحيين. وكما جاء في بيان المبادرة العربية المسيحية الذي عُقد في مقر الجمعية الارثوذكسية في ضاحية اللويبدة في العاصمة الأردنية، الأربعاء، فإن التأكيد تركز على مبدأ المواطنة. “نؤكد اننا كمواطنين أردنيين مسيحيين نشكل جزءا رئيسا من نسيج الأمة العربية وجذرًا ضاربًا في عمق تاريخها”. تفاصيل وفيديو للمؤتمر الصحفي ممكن المتابعة هنا.
وقد تم إطلاق وثيقة مهمة يوم الأربعاء 13 كانون اول 2023 في مقر الجمعية الارثوذكسية في العاصمة الأردنية عمان امام حشد من الصحفيين والشخصيات الوطنية المعروفة. وقد جاء بيان المبادرة موقع من 304 شخصيات اردنية مهمة مما أعطى البيان ومحتواها ومن وقف وراءه أهمية كبيرة.
ولكن كلما كبر الاهتمام في أي أمر كبرت المسؤولية وهنا لا بد من تقديم بعض الملاحظات في إطار النقد البناء بهدف واحد وهو إنجاح المبادرة.
لقد كان واضحا في خضم أسئلة الصحفيين أن القائمين على المبادرة والذين وضعوا من أهم أهدافهم تعرية المسيحية المتصهينة لما لها من ضرر حقيقي على القضية الفلسطينية وتأثير سلبي للمكون المسيحي العربي ضئيلة المعلومات حول هذه الحركة الصهيونية العالمية التي يزيد أعضائها في الولايات المتحدة أضعاف عدد اليهود الأمريكان كانوا صهاينة وغير صهاينة. وصحيح ما قالته أحد الزميلات الصحفيات عن قوة الحركة الصهيونية المسيحية في أفريقيا وأميركا اللاتينية وفي العديد من دول آسيا وأستراليا وغيرها.
ولكن ما كان مزعجا لمن قراء بيان المبادرة بتمعن، والذي كان منهم الأب رفعت بدر، وجود بعض الجمل التي تفرق بدل أن توحد العائلة المسيحية. لقد انجر القائمون لهذه المبادرة المباركة الى محاولة تصنيف المكون المسيحي ذات العدد الصغير والتأثير الكبير بعبارات ليست مناسبة. فالأداء بوجود ممارسات “غريبة (والتي تم قراءتها غربية) التي تطلقها بعض الهرطقات الخارجة عن الاجماع الوطني محاولين تعميمها على المسيحيين كافة في اردننا الحبيب”.
قد يسأل البعض من هي هذه الجماعات التي تحاول تعميم أفكار خارجة عن الاجماع في حين يرى المتابع للوضع المسيحي الأردني إجماع ووحدة حال لم يشهدها الأردن منذ تأسيس ولاية شرق الأردن عام 1922. وما هو سبب زج هذا الموضوع وإدخال عبارة لها طابع ديني “هرطقة” في نقاش لمجموعة علمانية مسيحية تعمل على دعم القضية الفلسطينية في شرقنا العربي؟
فمن اجل ان تنجح هذه المبادرة لا بد من وضع أي خلافات دينية او طائفية الى الجانب والتركيز على ما يوحد المكون المسيحي وهي كثر بدل من الخوض في نقاش لاهوتي غامض لا يقدم أي فائدة تذكر سوى اضعاف المكون المسيحي.
وهنا لا بد من الهمس في أذن القائمين على هذه المبادرة الضرورية والتي لها فوائد كبيرة أن يتم التعاون مع الجميع وبالذات مع بعض الكنائس الانجيلية الوطنية في الأردن والتي تعمل ضمن المجمع الإنجيلي الأردني وبرئاسة اللواء متقاعد ونائب سابق الباشا عماد المعايعة.
وقد صدف أن صحيفة الدستور الأردنية نشرت خبر بيان داعم للجهود الهاشمية الصلبة من قبل المجمع الإنجيلي الأردني في نفس الموقع الذي تم نشر خبر المبادرة.
إن أكثر من يستطيع أن يعري هؤلاء الصهاينة هم لاهوتيين عرب وطنيون، وبالذات من كنائس انجيلية اردنية، يستطيعوا الرد عليهم باللغة الكتابية التي يفهمونها بالتوضيح انها تفسيراتهم، الداعمة للصهيونية وللاحتلال والابادة الجماعية، غير صحيحة.
مرة أخرى نشد على أيدي القائمين على المبادرة العربية المسيحية ونقول لهم استمروا في عملكم وتعاونوا مع جميع القوى الوطنية والنشطاء من كافة الطوائف المسيحية وذلك للمصلحة الوطنية الكبرى بعيدا عن الخلافات الجانبية الصغيرة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.