السابق جمعية أردنية تزرع 4000 شجرة عن روح شيرين أبو عاقلة في القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/yrsg
تاريخ النشر: مايو 22, 2022 12:23 م
رابط المقال: https://milhilard.org/yrsg
أقامتِ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ اليومَ الأحد صلاةَ المجدَلَة الكُبرى، احتفالًا بعيدِ الإستقلالِ السّادسِ والسبعينَ للمملكةِ الأردنيَّةِ الهاشِميّةِ ، بعد انتهاءِ الّليتورجيّا الإلهيّة ” القدّاس الإلهيّ ” التي ترأّسَها صاحِبُ السّيادةِ المطران خريستوفوروس في كنيسةِ دخولِ السّيّدِ إلى الهيكل – الصّويفيّة.
تحتفلُ كنيسَتُنا الأرثوذكسيّة بالأعيادِ الوطنيّةِ الرّسميَّةِ كما هو متَّبَعٌ في التّقليدِ الكَنَسيّ للبطريركيّةِ المقدسيَّةِ فَتَرفعُ الصلاةَ ابتهالًا للهِ ليحفَظَ وطنَنا الحبيبَ الأردنَّ وقيادَتَهُ الهاشميّة الحكيمةَ وحكومَتَه الرّشيدةَ وشعبَهُ الأمين.
فبهذهِ المناسبةِ قال صاحبُ السّيادةِ إنّها لَبَرَكَةٌ عَظيمَةٌ أن نَجتمعَ اليومَ لإقامةِ ذِكرى استقلالِ بلدِنا العَزيزِ السّادسِ والسَّبعين، مُستذكرينَ إنجازاتِ آبائِنا وأجدادِنا الذين أسّسوا دَولتَنا الأردنيّةَ قَبلَ عَشَرةِ عُقود وضعوا خِلالَها استقلالَ البلادِ هَدفًا ونَهجًا، وكأبناء وأحفادٍ للذين سَبقونا نستذكرُ كلَ ما بَذَلوه من أجلِ رِفعةِ هذا البلد، من دِماءٍ زَكيَّة روَّت تُرابَهُ وأرواحًا طاهرةً عَطَّرت سَماءَه.
اليَومَ ونَحنُ نُصلّي إلى الله عزَ وتَمَجَّدَ اسمُهُ، وأمامَكم وأنتم كَوكبةٌ تُمثلُ جَيشنا العَربيَّ البَاسل، تُمثلُ قُواتِنا المُسلَّحَةَ الأردنيّة، تُمثلُ أجهزَتَنا الأمنيّةَ، نقول: إنّ إستقلالَ مَملكَتِنا ليسَ يَومًا إحتفاليًّا فَقط، بَل هو نَهجٌ نَعيشُهُ يَوميًّا، لا بَل مُترجِمينَهُ في أعمالِنا وتَعامُلِنا، في إنتَاجِنا وإنجازِنا، في تَعلِيمِنا وتَعَلُّمِنا، في أمنِنَا ودِفاعِنا، في كُلِّ مَناحي حَياتِنا.
أولادي وبناتي إخوتي وأخواتي،
شَاءَتِ الأقدارُ أن نَخوضَ مَعَ وطنِنا ظروفًا إقليميَّةً وسياسيّةً صَعبةً، إلا أَنَّنا طَوَيناها وتَقدَّمَنا، بإصرارِ الشَعبِ الوَفيِّ نَحوَ المَزيدِ من الازدهار والاستقرار، طويناها وتَقدَّمنا بِحكمَةِ مُلوكِ بني هاشمٍ الأخيار وحُكمِهم الرّشيد، لهذا تطلُعُ علينا شمسُ الاستقلالِ وكُلُنا قناعةً باستقرارنا وأمنِنا وإحترامِ العَالمِ للنَّموذَجِ الأردنيّ في مِنطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وللإنسانِ الأردنيّ في كلِّ العالمِ أينما حَلّ.
نَحنُ اليومَ ومن هذهِ الكنيسةِ الرّوميَّةِ الأرثوذكسيَّةِ نَستَذكِرُ الأجدادَ والآباءَ قَبلَ مِئة عَامٍ وفي مُقدِّمَتِهم المُثلَّثِ الرحماتِ بَطريرك القُدس ذِميانوس، الذي بايعَ الأميرَ الهَاشميَّ أمينًا على نفوسِ العِباد وعلى مُقدَّساتِ وأوقافِ المَسيحيّينَ والمُسلمين، ومن قَبلهِ المَغفورِ له الشريفُ الحُسين بن علي مَلك العرب، وهو الذي أَنشأَ العَلاقةَ الهَاشِميَّةَ التّاريخيَّةَ الوطيدَةَ بالكنيسةِ الأمِّ صَاحبةِ الأرض، بَطريركيَّةِ الرُومِ الأرثوذكسِ المَقدسيَّةِ التي هي المُؤسَّسَةُ الأولى في بلادِنَا المُقدّسَة، حيث كان أَوَّلَ أُسقفٍ عليها القدّيس يعقوب أخو الرَّبِّ سنةَ ثلاثةً وثلاثين ميلادي (٣٣ م)، وتوالى على كُرسيِّها المَقدسيّ مِئَةً وواحدًا واربعين ( ١٤١) بَطريركًا حتى يومِنا هذا، ليأتي الاستقلالُ في عَامهِ السّادس والسّبعينَ شَاهِدًا على دَيمومةِ قِصَّتِنا الأردنيّة، كَيفَ لا والوَصيُّ على أوقافِنا ومُقدَّساتِنا المَسيحيَّةِ والإسلاميَّةِ صَاحبُ الجلالةِ المَلك عبدالله الثّاني مُستمرٌ في تَحمُّلِ مَسؤولياتِهِ التّاريخيَّةِ تِجاه البلادِ والعِباد وتِجاهَ القِيامةِ والأقصى. نحنُ اليومَ هُنا مُصلّينَ ومُحتفلينَ بَينما تُقامُ أعمالُ التّرميمِ في أرضياتِ كنيسةِ القيامةِ بِدعمٍ وتَبرعٍ مِن جَلالة المَلك المُفدّى، ومِن قَبلُ أيضًا تَرميمُ قَبرِ السّيّدِ المَسيحِ في كنيسةِ القيامة.
ضُيوفَنا والحاضِرينَ جَميعًا،
أعيدُ على مَسامِعِكُم ما خاطبتُكُم بهِ سابِقًا وأزيدُ أنَّنا نَقِفُ على مَشارِفِ المِئويةِ الثّانيةِ مِن عُمرِ دَولَتِنا مُفتخرينَ بِما قدَّمَ المَسيحيُّونَ في هذا البلدِ مَعَ إخوَتِهِمِ المُسلِمينَ في مُعظَمِ مُؤسَّساتِ الدَولةِ العَسكريَّةِ مِنها والمَدنيَّةِ وفي القِطاعاتِ كُلِّها بِلا استثناءٍ، مُعمِّرينَ يَدًا بيدٍ دَولةَ الدِّيمقراطيَّةِ والتَعدُّديَّةِ والمُساواة، مُحافِظينَ على وَحدَةِ مُجتَمَعِنا الأردنيّ بِقِيَمِهِ ومَبَادِئِهِ، عامِلينَ خلفَ قيادَتِنا لِصَونِ استقرارِ الأردنِّ ومَصلَحَتِهِ العُليا، مُستَبشِرينَ الخيرَ وناظرينَ مُستَقبَلًا مُشرِقًا لِدَولَتِنَا بمعونةِ الله، الذي نَضرعُ إليهِ أن يُظلِّلَ بِعِنَايتِهِ الإلهيَّةِ بِلادَنَا المُقدَّسَةَ ويَحمِيها مِن جَميعِ الأعداءِ المنظورينَ وغيرِ المنظورين.
أحِبَّتَنا العَسكريّين أبناءَ الجَيشِ العَربيّ والأجهزةِ الأمنيَّةِ الذينَ بِحضورِكُمُ اليومَ بَينَنا اكتَمَلَتِ الصُّورَةُ الأردنيَّةُ المُشِعَّةُ، صُورَةُ وَحدَتِنا مَدنيّينَ وعَسكريّين. إيمانُنا بالله وَحدَهُ ووَلاؤنا للقِائِدِ الأعلى حَماهُ الله ورَعاه.
وبِكُلِّ فَخرٍ واعتزازٍ ننتَهِزُ هذه المُناسبةَ لتجديدِ مُبايَعَتِنا ووَلائِنا والتِفَافِنا حولَ قِيادَةِ جلالةِ المَلكِ الحكيمةِ ليَستَمِرَّ الأردُنُّ أُنمُوذَجًا يُحتذى في وَحدَتِهِ وأَمنِهِ وإنجازاتِهِ الحضاريَّةِ ومواقِفِهِ الوطنيَّةِ والإنسانيَّةِ الكبيرة، ولا يَسَعُنَا في الختامِ إلا أَنْ نَرفَعَ الى مَقامِ حَضرةِ صاحبِ الجلالةِ الهاشميَّةِ الملكِ عبدالله الثّاني بنِ الحُسينِ المُعَظَّمِ ووليَّ عهدِهِ الأمينِ صاحِبِ السُّمُوِّ المَلَكيِّ الأميرِ الحُسينِ بنِ عبدالله الثّاني المُعَظَّمْ والعائِلةِ الهاشِميَّةِ الكريمَةِ وقوّاتِنا المُسَلَّحَةِ وأجهِزَتِنا الأمنيَّةِ وحكومَتِنا التي نسألُ لها التَّوفيقَ والخيرَ والأسرةَ الأردنيَّةَ الواحِدةَ أسمى آياتِ التّهنئَةِ والتّبريكِ بهذهِ المناسَبَةِ الوطنيَّةِ الغاليَةِ، عيدِ الاستقلال، مَتضَرّعينَ إلى الله عزَّ وجَلَّ أن يُبقي الأردُنَّ دائِمًا وأبدًا آمِنًا، قَويًّا ومُزدَهِرًا، وكلَّ عامٍ وأردُنُّنا الحبيبُ بألفِ خيرٍ وسلامٍ وبَرَكَة.
وتحدَّثَ العميدُ د. عبدالله غنما ممَثِّلُ عطوفَةَ رئيسِ هيئةِ الأركانِ المُشتَرَكةِ باسمِ جميعِ زملائِهِ الضُّباطِ شاكرًا هذه اللفتَةَ الطّيِّبَةَ والدَّعوةَ الكريمَةَ متمنّيًا لجلالةِ الملكِ العمرَ المديدَ وحَفظَ الأردنِّ وشعبِهِ من كلِّ مكروهِ بمناسبةِ عيدِ الاستقلال.
شارَكَ في الخدمَةِ الأرشمندريت فينيذكتوس كيّال والأرشمندريت خريستوفوروس حدّاد والأرشمندريت سابا الحورانيّ والآباء الكهنة إبراهيم دبّور وبولس خوري وألكسندروس مخامرة والشّمامسة سلفستروس عوّاد وميخائيل حدّاد بحضور العميدِ د. عبدالله غنما ممَثِّلًا هيئةَ الأركانِ المُشترَكَةِ والعميدِ الرّكنِ طارق عازر ممَثِّلًا عطوفةَ مديرِ الأمنِ العامِّ وكوكبَةً من كِبارِ ضُبّاطِ القوّاتِ المسلَّحةِ الأردنيّة، الجيشَ العربيّ والأمنّ العامّ وسعادةَ السّفيرةِ اليونانيّةِ في الأردنّ السّيّدة لفيثيريا قالاثييناكي وسعادةّ السّفيرِ القبرصيّ السّيّد ميخائيل وعددٍ من الدبلوماسيّينَ ووزراءَ وشخصيّاتٍ رسميّةٍ وعامَّةٍ وسَطَ جمهورِ المؤمنينَ وأبناءِ الرّعيّة.
بعد انتهاءِ القدّاس توجَّهَ الجميعُ إلى قاعة الكنيسة حيثُ تقبَّلَ سيادَتُهُ التّهاني بعيد شفيعه القدّيس خريستوفوروس واحتفالاً باستقلال الأردنّ.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.