Skip to content

الكنائس تبدي تخوفها من تزايد هجرة المسيحين من الأردن

رابط المقال: https://milhilard.org/frq1
عدد القراءات: 401
تاريخ النشر: أكتوبر 21, 2021 7:58 ص
2222
رابط المقال: https://milhilard.org/frq1

دانيا قطيشات- المغطس

أعربت كنائس أردنية عن قلقها إزاء الهجرة المتزايدة للمسيحيين من الأردن والعيش خارج البلاد، مستشهدة بذلك بأرقام دائرة الاحصاءات العامة التي بيّنت انخفاض نسبة المسيحيين في الأردن عام 2020 الى ما يقارب 2% بعد أن كانت في سنوات سابقة  ما يقارب الـ 6%.

ورغم أن هذا الانخفاض في الأعداد والنسب يقابله أيضا ارتفاع في أعداد سكان الأردن ليصل 11 مليون ونص تقريباً حسب تعداد 2021، إلا أن هناك استمرار في الهجرة من الأردن إلى دول عديدة مما ادى لتقلّص فعلي في أعداد المسيحيين خصوصاً في المحافظات.

وتقول كنائس إن انحسار أبناء الرعية قد أثر على الكنائس في الأردن بشكل كبير وقد أصبح هناك قلة لوجود العاملين فيها  ويُعد هذا الأمر تحدي كبير للكنائس في الأردن.

الكاهن “خالد قاقيش” رئيس كنيسة القديس جيورجيوس قال “للمغطس”: إن أحد أهم أسباب هجرة المسيحيين من الأردن هو السبب الاقتصادي الذي طالما شكل هاجس عند أبناء الرعية، فهم ليسوا بمعزل عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأردن”، وأضاف بأن الكثير من المسيحيين الذين يهاجرون من الأردن الى بلاد المهجر أصبحوا يشكلون مجتمعات كاملة فيها، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك عشائر أردنية مسيحية بأكملها تعيش في الخارج  وجاء هذا الأمر جراء هجرة فرد واحد ليأخذ بيده عائلته بأكملها وأدى

هذا الأمر لتقلص نسبة المسيحيين في الأردن”.

الكاهن قاقيش

كيف أثر الربيع العربي والجماعات المسلحة والمتطرفة على تواجد المسيحيين في الأردن؟

يقول الكاهن قاقيش “للمغطس” إن السبب لتقلص نسبة المسيحيين في الأردن خصوصاً في السنوات العشر الماضية هو ظهور الجماعات المسلحة التي نشأت نتيجة لتوفر بيئة صحية من إنفلات أمني في الدول المجاورة، وأدى هذا لزرع خوف وانعدام شعور الأمان لدى المسيحيين في الأردن”، ويضيف بأنه على الرغم من انحسار نشاط هذه الحركات المسلحة والمتطرفة إلا أن مخلفاتها لا زالت مزروعة في عقول البعض وأصبح هناك تطرف في التعامل بين أبناء الوطن الواحد ، مؤكدا ” بأنه يجب أن يكون هناك طريقة ما لنزع هذه الأفكار من عقولهم”.

الحلول لإعادة المسيحيين الى أرض الوطن

يذكر قاقيش بأن الحلول المقترحة لتشجيع عودة المسيحيين للأردن تكمن في ضرورة تحسين حياتهم الاقتصادية في الأردن, بالإضافة الى أهمية وجود تنمية سياسية ودينية لدى الأردنيين أجمع، ونوه الأب خالد قاقيش الى ضرورة إعادة النظر بالمناهج في المدارس التي تتجاهل تنمية ثقافة الاختلاف الديني بين أبناء المدارس، وقد يؤدي هذا الى نشأة الفكر التكفيري لدى الأطفال. وهناك ضرورة الالتفاف حول رؤى الملك الذي طالما ما كان ينادي برسالة التسامح في جميع المحافل الدولية.

يتوزع أبناء الديانة المسيحية بين شمال المملكة وجنوبها تحديداً بمناطق مثل الكرك وإربد والفحيص وعجلون، كما أن أغلبية العائلات المهاجرة قد هاجرت إلى الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا والسويد والولايات المتحدة.

وأجرت “المغطس” مقابلة مع الشاب الأردني فايز هلسه من محافظة الكرك وهو مقيم حاليا في السويد منذ العام 2019 “هاجرت إلى الخارج نتيجة لتدهور حالتي الاقتصادية ولم أجد حلاً يجعلني أتراجع عن قراري بالهجرة بل باتت الحلول مجرد أحاديث يصعب تطبيقها”. ويؤكد فايز بأن حلم الرجوع الى وطنه يراوده كثيراً لكن الخوف من الحياة الصعبة هي العائق الوحيد أمامه مقارنةً بالإقامة داخل السويد.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content