السابق خدمة “سندك” تقدم كسوة عيد الفطر لـ 155 طفلا من فاقدي السند الاسري- صور
رابط المقال: https://milhilard.org/m4c4
عدد القراءات: 1041
تاريخ النشر: أبريل 26, 2023 12:44 م
رابط المقال: https://milhilard.org/m4c4
فادي نشيوات- ملح الأرض
بعد انتهاء زمن الصوم الأربعيني أو الصوم الكبير كما يسميه البعض وهو الصوم الذي يبدأ عادة يوم أربعاء الرماد عند الطوائف الغربية ويوم الإثنين عند الطوائف الشرقية وانتهي يوم سبت النور، تتنوع تقاليد الصوم الكبير في العالم المسيحي بين الامتناع عن الطعام ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان محددة من الطعام، إلى جانب الصلوات والانقطاع عن الطعام تقام رتب وطقوس خاصة في الكنيسة بمناسبة الصوم الكبير ومنها رتبة درب الصليب.
الأب فادي هلسة تحدث لـ “ملح الأرض” عن روح الصيام الأربعيني “الصوم هو وصية من الله فالله يعرف طبيعتنا البشرية وبأن الصوم هو وصية نافعة لنا فهو مفيد في تهذيب النفس وقمع طبيعة الشر في البشر، الصوم عملياً هو تطبيق الوصية كما رسمتها الكنيسة بالإمساك عن الأكل لفترة محددة ثم الأكل من مأكولات نباتية ونتائج الصوم هي أن نترك ما نحب من طعام ويكون طعامنا بسيطاً وبلا تكلفة، حلاوة الصوم في ثماره حيث تتهذب الحواس وتُقمع شهوات الجسد ويعيش الإنسان في سلام داخلي عجيب، وحين يترافق الصوم مع الصلاة يقتنع الإنسان كيف يجعل الله محور حياته كلها فتتهذب نفسه وينمو روحيا وبالتالي ينعكس كل هذا على حياته وتصرفاته بل وسلوكه مع الآخرين، ولا بد من ذكر أمر مهم لا يعرفه الغالبية العظمى من المسيحيين وهو أننا إن لم نصوم لا خطيئة علينا فالله يريدنا برضانا لا غصباً عنا فالصوم هو وصية من الله وليس واجبا من يرغب في الصوم يصوم ومن لا يرغب لا يصوم وإن لم يصم الشخص لا خطيئة عليه”.
وأشار الأب هلسة أن: تزامن الصوم الأربعيني عند المسيحيين مع صوم شهر رمضان عند المسلمين ليس جديداً بل تم ولسنوات عديدة بدون أي مشكلة أو خلاف فكل منا يمارس طقوسه بأريحية كبيرة ولكن المشكلة الأساسية هي غلاء الأسعار والتهافت على الشراء مما يرفع أسعار المواد الغذائية .
وتابع الأب هلسة لـ “ملح الأرض” البعد الروحي للصوم هو بالأساس تهذيب النفس وقمع شهوات الجسد كشهوة الأكل التي أسقطت آدم وحواء وشهوة الانجراف نحو الخطيئة، والجانب الآخر للصوم هو اقتناء الفضائل وهي كثيرة حيث يدرب المؤمن نفسه على اقتناء فضيلة على الأقل ليقتنيها سلوكاً دائماً في حياته كلها، والفضائل كثيرة منها فضيلة التوبة والإيمان والرجاء والمحبة والهدوء والصمت المقدس .
ووضح الأب فادي هلسة لـ “ملح الأرض” طقوس الصلاة حافظت على رونقها وشكلها عما كانت عليه بالسابق فطقوس الصلاة مستمرة كما هي بالأصل والوعظ مستمرة بقوة كبيرة والإرشاد الروحي ضمن سر الاعتراف لكن بالنسبة للأكل اختلف قليلا بالسابق لم تكن هنالك دورات زراعية فخضار الصيف في الصيف وخضار الشتاء في الشتاء وكان تحضير الطعام يتم بطبخ النباتات البرية التي تحضرها النساء، لكن اليوم والشكر للرب جميع الخضار متوفرة في الصيف و الشتاء.
ومضى قائلاً “الجيل الجديد ملتزم بتعاليم الصيام بحذر وهذا راجع للتربية البيتية فالأهل في مجتمعنا يربون أولادهم كيف يتعاملون مع المدرسة ومع المعلم ومع الشارع ومع الأصدقاء لكن لا يربون أبنائهم كيف يتعاملون مع الله وكيف يجاهدون الجهاد الروحي الحسن ليصلوا لخلاص نفوسهم فيخرج الأولاد بعيدين عن الكنيسة وعن الله وعن خلاصهم لكننا نحن الكهنة لا نيأس بل نحاول بأن يتربى أبناء رعيتنا روحياً وأعتقد بعض الشيء أننا نجحنا في اجتذاب أبناء الرعية للكنيسة والصوم والصلاة والمحبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا الصيام الأربعيني في الكرك..عادات توارثتها الأجيال للتقرب إلى الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الأب أياد العجي لـ “ملح الأرض” الصوم في المسيحية هو “فريضة” وليس “فرض” والفارق كبير بين الكلمتين، وإنما يمكن القول بأنه من الجيد أن يمارس المسيحي فضيلة الصوم من خلال حياته الروحية والكنسية ولعدة أسباب منها أن الرب يسوع المسيح صام شخصياً، والمؤمنين أيضاً صاموا من أجل غايات وأهداف مهمة في حياة الكنيسة وخدمتها.
ويضيف الأب أياد لـ “ملح الأرض” جوهر الصوم بأختصار هو أن أعيش كمسيحي حياة الصلاة والتأمل من خلال جلسة فريدة مع الرب يسوع المسيح، لإقامة علاقة شخصية معه، ولمعرفة إرادته في حياتي، والتأمل بالتجربة التي مرّ بها المسيح والمذكورة في إنجيل متى، لأنه إذا كان رب المجد يسوع قد تعرض للتجربة فهذا يعني أننا كمؤمنين معرضين لمواجهة التجربة وبأشكال متنوعة، لأننا لسنا أفضل من السيد المسيح ولا ممن سبقونا من جيل المؤمنين القدامى الذين عانوا ما عانوه أثناء خدمتهم وممارستهم لحياتهم الروحية.
وتابع حديثه لـ “ملح الأرض” قائلاً: إن أفضل بُعد روحي يمكن أن يفكر به المسيحيون أثناء ممارسة الصوم هو، أن يصلوا من أجل غفران الخطايا في حياتهم، واستذكار أنهم في الحقيقة عبارة عن تراب، وهذا ما يقوله خادم الكنيسة عندما يرسم إشارة الصليب على جباه المصلين، أثناء القيام بخدمة أربعاء الرماد إذ يقول “تذكر يا إنسان أنك تراب وإلى التراب تعود” (تكوين 3: 19).
ونوه الأب أياد العجي من المهم جداً أن لا ننسى الضعفاء والمحتاجين في أيام الصوم، ولا سيما أننا ما زلنا نعيش فصل الصوم المسيحي في هذه الأيام إذ يعلمنا الكتاب المقدس في (رسالة يعقوب 1: 27) “الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم.”
وذكر الأب العجي لـ “ملح الأرض” من المهم أن نركّز على البيئة التي ينشأ فيها كل فرد في هذا الجيل الجديد فإذا تربّى الطفل على سبيل المثال في كنف عائلة تمارس الصوم فمن المُرجح أن يمارس ذلك الطفل الصوم في حياته عندما يكبر والعكس صحيح، أما من جهة تعاليم الكنيسة فمن المؤكد بأن الكنيسة ما زالت تقوم بدورها من خلال تقديم التعاليم المتعلقة بالصوم ولا سيما عندما تحتفل الكنيسة بفصل الصوم.
قالت ميسون أبو الشعر لـ “ملح الأرض” فترة الصوم هي فترة مباركة وأفضل فترة للتوبة والعودة إلى الله والتقرب إليه، أغلب الأمهات في فترة الصوم يلجأون إلى طعام المنزل الصيامي والذي يحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات مثل السبانخ وغيره لتعويض نسبة الفيتامينات المفقودة بسبب عدم أكل اللحوم والحليب ومشتقاته ولهذا السبب يسمح لنا في أيام معينة أكل السمك.
وتحدث حسام حداد لـ “ملح الأرض” هذا العام بالتحديد مميز لتزامن صيامنا مع صيام إخواننا المسلمين ليكون دليل على قوة العلاقة والترابط بين الدينين وتشابه وجهات النظر بينهم وليس فقط في الصيام فنحن عائلة واحدة وهدفنا من الصوم واحد وهو التقرب من الله، والصيام ليس فقط الامتناع عن تناول بعض الأطعمة بل هو صيام للنفس أيضاً للابتعاد عن شهوات الدنيا والتعامل الحسن مع الغير.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.